٢٢‏/١٠‏/٢٠٠٧

غازي حمد المحتار بين ضميرة و حركة حماس

( الحياة اللندنية) وجه الناطق السابق باسم حكومة الوحدة الوطنية المقالة برئاسة اسماعيل هنية، المسؤول حالياً عن ملف الحوار الوطني الدكتور غازي حمد رسالة الى قيادة حركة «حماس» انتقد فيها بشدة سلوك الحركة وممارساتها ودعاها الى التعقل. واعتبر في رسالة الى قادة الحركة بعنوان «الى أحبتي قادة حماس: آن الاوان للحديث بصوت عال»، ان سيطرة «حماس» على قطاع غزة بالقوة المسلحة في 14حزيران (يونيو) الماضي كانت «خطأً استراتيجياً فادحاً» و «حمّل الحركة ما لا تُطيق، وكان يمكن لحماس ان تعالج الازمة (بجُرعة) محدودة يصفها اطباء مهرة بدلاً من ترك الامور تتدحرج بلا كوابح... وبلا حسابات وبلا استشراف لما ستؤول اليه الامور».
وفي اعقاب نشر نص الرسالة كاملاً موقعاً باسمه، ارسل حمد رسالة عبر البريد الالكتروني الى وسائل الاعلام نفى فيها صحة هذه الرسالة، وقال انه لم يكتب هذه الرسالة ولم ينشرها، معتبراً ان «بعض الجهات قام بمحاولة خلق حال من البلبلة والارباك في المجتمع الفلسطيني من خلال فبركة مثل هذه الرسائل». لكن جهات عدة اكدت لـ «الحياة» انها حصلت على نص الرسالة من حمد شخصياً.
ولاقت الرسالة صدى ايجابياً في اوساط النخب السياسية والمثقفة والاعلامية الفلسطينية، كما لاقى مضمونها استحسان كثيرين من «حماس»، فيما اعترض بعضهم فقط على وصف حمد ما جرى من سيطرة على القطاع بأنه «خطأ استراتيجي» ارتكبته «حماس».
وكتب حمد الذي يعتبر واحدا من اكثر الاصوات القيادية الشابة اعتدالاً وقدرة على الجهر برأي مخالف لمواقف الحركة: «صحيح ان حماس حلّت مشكلة امنية، لكنها فرّخت الف مشكلة سياسية كانت في غنى عنها». واضاف: «انظروا اليوم: بدل ان تتوسع الحركة في علاقاتها العربية والدولية التي بدأت تتفتح براعمها في عهد حكومة الوحدة الوطنية، اصبحت معزولة محاصرة في شريط ضيق في قطاع غزة وازداد الخناق حولها واشتد الحصار وزادت معاناة الناس». واوضح: «تعمّق انقسام غير مسبوق بين الضفة وغزة... وزادت حدة الكراهية بين حماس وفتح، وتأزمت علاقتها بكل القوى والفصائل، وانتقلت الازمة الامنية الى الضفة، وعانى ابناء حماس هناك من قمع وممارسات اجرامية قاسية... وبرزت ازمة الرواتب ومحنة المعابر، وطفت مشاكل الوزارات بين غزة ورام الله، واصبحنا حيرى في وطننا، مشتتين ممزقين قلقين على مستقبلنا ومصيرنا... اصبحنا في كل لحظة تحت سيف الاستنزاف والتوتر والحرب الباردة بين غزة ورام الله... اصبحت الصحف تصدر عناوينها بمعركة عض الاصابع بين ابناء الوطن الواحد... قرار هنا واجراء هناك، فصل هنا وتعيين هناك، اتهام هنا وتخوين هناك... يا الله !! الى اين وصلنا وأي طريق يقودنا ؟؟ وأي كارثة تنتظرنا».
وأقر حمد في رسالته «بأنه يصعب على الاخوة في قيادة الحركة الاعتراف بأخطائهم علناً، واقول لاخواني قادة حماس ان الاعترف بالخطأ من شريعة الاسلام ومن فضائل الاخلاق ودلالة كبيرة على الثقة بالنفس وشجاعة الموقف، عودوا الى سيرة عمر وابوبكر وابوعبيدة والأعلام من الأئمة فلسنا افضل منهم. ان سياسة التبرير او التهرب لن تكون في صالح الحركة على الاطلاق، كما ان تعليق الاخطاء على شماعات جاهزة اصبح الديدن اليومي، واصبحت كل مشكلة تجد لها متهماً».
ووجه حمد في ختام رسالته نصائح الى قيادة الحركة قائلاً: «باختصار شديد ان الحركة بحاجة الى ثلاث: رؤية سياسية تخرجها من ازمة علاقتها بالمحيط الفلسطيني والاقليمي والدولي، وثقافة التعايش مع الآخر على اساس التعاون والاحترام تخرج الحركة من ازمة علاقاتها مع القوى والفصائل خصوصاً مع حركة فتح»، وتعزيز مفاهيم المؤسسة المهنية من خلال تحديد جهة القرار وترسيخ مفاهيم المراجعة والمحاسبة ومعالجة الاخطاء». وختم رسالته بدعوة قادة «حماس» الى «ألا يتسرعوا في الحكم على ما ورد فيها».

ليست هناك تعليقات: