١٨‏/١٠‏/٢٠٠٧

حماس تحرم وتحلل بما يناسب مصالحها السياسية

( كتب/ فؤاد جرادة) في كل يوم تطل علينا حماس ( الحركة الربانية) بفتوى جديدة تتناسب مع مصالحها السياسية والشخصية ، فبالأمس أصدرت فتوى على لسان احد قادتها أن قتل أبناء الأجهزة الأمنية حلال وأنهم كفرة، وآخر يطل علينا بفتوى(عظيمة ) يقول فيها أن ما قامت به حماس من انقلاب في غزة إنما هي حرب مشروعة ولا حرمة فيها لأنها تخلص المجتمع من الكفرة ، وكانت بالأمس القريب تحرم تدخين السجائر واليوم تفرض ضرائب باهظة على السجائر من اجل توفير الأموال ليتسنى لهم توفير رواتب عناصرها .
ومؤخرا يطل علينا غازي حمد الناطق باسم إسماعيل هنية ليؤكد أن التفاوض مع إسرائيل لا يخالف الشريعة الإسلامية وهو نوع من أنواع المقاومة ضد الاحتلال ، ما كل هذا التناقض في سياسة حماس ؟؟ ، هل أصبح الدين يوظف من اجل مصالح سياسية رخيصة ، ثم أن منظمة التحرير الفلسطينية هي أول من أطلق مشروع التفاوض واعتبرته نوع من أنواع النضال والمقاومة ضد الاحتلال وفي حينها كانت حماس تعتبر هذا التفاوض خيانة وتنازل عن الثوابت ، وكم واجه الرئيس الشهيد الراحل أبو عمار من انتقادات هدامة تمس شخصيته الوطنية حيث اتهم من قبل حماس بالخيانة والعمالة والتواطؤ مع دولة الاحتلال ، واليوم يواجه الرئيس محمود عباس أيضا انتقادات لاذعة واتهامه بأنه تنازل عن الثوابت والقضية الأساسية ، وكانت حماس دائما تقول وتردد الآية الكريمة ( قل لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ) واليوم حماس تطالب بمفاوضات مع إسرائيل فما الذي حدث ؟؟ هل تم نسخ هذه الآية ؟؟ أم أن حماس ستتبع ملة اليهود والنصارى ؟؟ واليوم حماس تستشهد بصلح الحديبية بين الرسول والمشركين كأساس شرعي للتفاوض مع إسرائيل فأين صلح الحديبية عندما كانت منظمة التحرير الفلسطينية تفاوض دولة الاحتلال .
إن كل هذا يدل على أن حماس تطوع الدين لمصالحها السياسية فهي تحاول البحث عن الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تتماشى مع متطلبات المرحلة التي تعيشها ، والدين الإسلامي ليس كذلك الدين واضح وبين ولا لبس فيه ولكن من الممكن التلاعب بالألفاظ بناءا على ما تقتضيه المصلحة والمرحلة وهذا ما تقوم به حماس ( الحركة الربانية)، رأت أن الدين ورقة رابحة في كسب قاعدة جماهيرية عريضة وضم اكبر عدد ممكن من العناصر ، كما أنها ورقة رابحة من اجل تغيير سياسة حماس والتنازل عن مبادئها وثوابتها دون أن تواجه هذه الحركة معارضة من قبل عناصرها وكوادرها ، هذا بالإضافة إلى توفير الأمن وحماية أبناءها عن طريق الفتاوى التي تدرس لهم فعناصرهم يقتلون أبناء هذا الشعب وهم واثقون أن ما يقومون به هو حلال شرعا ولهم الثواب عليه وان قتلوا فهم شهداء في الجنة ، ولم يدرسوهم أن القاتل والمقتل في النار

ليست هناك تعليقات: